مع كل محاولة لإعادة هيكلة نادي الزمالك أو النهوض من الأزمات، تخرج إلى السطح أصوات تُعرف بـ”قدامى النادي” أو “أبناء الزمالك”، لتعترض على أي تغيير لا يُنسب لها مباشرة، حتى لو جاء هذا التغيير لإنقاذ الفريق من وضع معقد.
العودة إلى عام 2009 تعيد إلى الأذهان موقفًا مشابهًا، حين قرر النادي تعيين الكابتن حسام حسن مديرًا فنيًا، وكان الزمالك وقتها في المركز الرابع عشر بالدوري ويعاني من واحد من أسوأ مواسمه في تاريخه.
ورغم أهمية التدخل السريع وقتها، لم يتردد بعض “القدامى” في إعلان رفضهم للقرار بدعوى أن حسام ليس من أبناء النادي، متجاهلين أنه قضى أربع سنوات بقميص الزمالك كلاعب وحقق خلالها نجاحات معتبرة.
والمفارقة أن هذا الرفض لم يكن بدافع فني أو إداري، بل جاء من منطلق شخصي تمامًا، لأن الاختيار لم يقع على أحد منهم.
بينما كانت مصلحة النادي تقتضي وقتها الوقوف صفًا واحدًا خلف الجهاز الفني، وهو ما لم يحدث.
اليوم، مع تسلم جون إدوارد ملف إدارة كرة القدم داخل الزمالك، تتكرر بعض المواقف القديمة.
المشروع المطروح من إدوارد يهدف إلى بناء إدارة احترافية تعتمد على الكفاءة وليس المجاملة.
إلا أن بعض الأصوات عادت للاعتراض، فقط لأن الأشخاص المختارين ليسوا من “أبناء النادي”، وهو طرح تجاوزه الزمن.
إدارة الزمالك الآن مطالَبة بالحسم أكثر من أي وقت مضى. فلا مجال لمحاباة الأسماء أو الوقوف عند ترضية الأشخاص.
النادي في مفترق طرق حقيقي، والمرحلة المقبلة تحتاج إلى قرارات جريئة تضرب بيد من حديد على كل من يحاول عرقلة مسار الإصلاح.
ولعل ما يجب أن يُفهم بوضوح: “هوية الزمالك لا تُصان بالشعارات، بل بالعمل الحقيقي داخل الملعب وخارجه”.
النادي يملك قاعدة جماهيرية هائلة، لكنها لن تصبر طويلًا إذا شعرت بأن المصالح الشخصية تتقدم على مصلحة الكيان.
والمطلوب الآن أن تضع الإدارة أولوياتها بوضوح: بناء فريق قوي، إدارة فنية محترفة، واستقرار إداري لا مكان فيه للضجيج أو الشخصنة.
الزمالك بحاجة إلى ديكتاتورية نزيهة في القرار.. ديكتاتورية تقطع الطريق أمام الفوضى، وتُعيد للنادي احترامه وهيبته، بعد سنوات من التراجع الإداري والتخبط الفني.
ولن يكون هذا ممكنًا، إلا بدعم صادق من مجلس الإدارة للمشروع الجديد، دون النظر إلى الأسماء، بل إلى النتائج فقط.