لا أحد يحب الهبوط، ولا أحد يتقبّل فكرة الخروج من دائرة الكبار، خاصة حين يكون النادي بحجم وقيمة المقاولون العرب ، لكن كرة القدم لا تعترف بالأسماء وحدها، بل بالمجهود، والانضباط، وتكاتف الجميع.
لقد كانت تجربة الهبوط لدوري الدرجة الثانية لحظة صعبة، لكننا لم نسمح لأنفسنا بأن نغرق في الندم أو نبحث عن شماعات ومن اللحظة الأولى، كان هناك قرار واحد فقط: العودة.
كنا جميعًا على قلب رجل واحد والمهندس محسن صلاح، رئيس النادي، لم يتأخر لحظة في توفير الدعم الكامل، ماديًا ومعنويًا و كل الإدارات داخل النادي تحركت كخلية نحل، هدفها إعادة الهيبة، واستعادة المكانة التي يستحقها “ذئاب الجبل” والجهاز الفني دخل المعركة بروح المقاتل، واللاعبون تعاملوا مع كل مباراة كأنها نهائي كأس.
تجربة الهبوط علمتنا الكثير وعرفنا قيمة كل نقطة، وكل مباراة، وكل لحظة تركيز ولم يكن لدينا رفاهية الخطأ و الجمهور لم يغِب، كان يساند، يشجع، وينتظر العودة، ونحن وعدناه بأن السقوط لن يكون نهاية، بل بداية جديدة.
وهكذا كان عدنا، لكننا لم نعد كما كنا. عدنا أقوى، أكثر وعيًا، وأكثر إصرارًا على عدم تكرار ما حدث و هبوط المقاولون كان كما يقولون “سهوًا”، ونتعهد أمام الجميع أنه لن يتكرر مرة أخرى.
هذه المرحلة التي عبرناها كانت كاشفة، عرّفتنا بمن يحب النادي حقًا، ومن يقف معه في الشدة قبل الرخاء والفضل بعد الله لكل من ظل متمسكًا بالمبادئ، وآمن بأن المقاولون العرب ليس مجرد نادٍ، بل قلعة رياضية صنعت أجيالًا ولا تزال.
نحن الآن نفتح صفحة جديدة، هدفنا فيها ليس مجرد البقاء، بل التقدم، والصعود إلى المكانة التي تليق بهذا الكيان العريق.