في وقتٍ تضج فيه الكرة السودانية بتغيرات سريعة وردود أفعال لحظية، برز المدير الفني لنادي المريخ السوداني، الكابتن شوقي غريب، كأحد الأسماء التي تعيد تعريف “المدرب” في مفهومه الحقيقي، القائم على القراءة الدقيقة والإدارة الواعية للمباريات، مهما اشتدت الظروف.
من فريق “منهار” إلى منظومة تقاتل.. بصمات لا تُخفى
تولى شوقي غريب المهمة الفنية في ظرف بالغ التعقيد، بعد ثلاث تجارب لم تترك أثراً يُذكر مع المريخ. استلم فريقًا يعاني من الانهيار التكتيكي والبدني، ويفتقد الانسجام بعد موجات من البيع، الإعارة، والشطب، لكن الرجل لم ينتظر المعجزات، بل عمل بما هو متاح، فأعاد بناء “الشخصية” قبل التشكيلة، وصنع من الأنقاض فريقًا قادرًا على المنافسة.
6 مباريات في 15 يومًا.. المريخ ينتصر رغم المستحيل
قاد شوقي غريب الفريق في 6 مباريات خلال 15 يومًا فقط، وهي فترة قاسية ترفضها لوائح “فيفا” نفسها بسبب الضغط البدني والذهني على اللاعبين. ورغم هذه الصعوبات، نجح غريب في تدوير لاعبيه بحكمة، وتجنب المغامرات غير المحسوبة، مع الحفاظ على التوازن الفني في ظل ندرة الخيارات.
مباراة الأمل.. حينما يُفكّر المدرب بعين “الملعب” لا المدرجات
أثارت التغييرات الفنية أمام الأمل العطبراوي تساؤلات عديدة، واحتج عليها كثيرون، لكن الفوز الذي حسم بطاقة التأهل لدوري الأبطال، أجبر الجميع على إعادة التفكير.

الكابتن شوقي غريب أوضح بعد المباراة أنه قرأ طريقة فوز الأمل على الهلال في الدقيقة 90، عبر عرضية قاتلة من الجهة اليمنى، فقرر إغلاق الأطراف بنزول أواب وطبنجة يمينًا، ورمضان وعوض يسارًا، مع إبقاء الضغط من الهجوم لإجبار المنافس على إرسال الكرات الطويلة التي يتفوق فيها مدافعو المريخ طوال القامة.
قرار بسيط في ظاهره، عميق في أثره.. يؤكد أننا أمام مدرب يعرف ماذا يريد من كل تغيير، ويدير التفاصيل بعقل يُدرّس.
مدرب كبير.. يحتاج إلى الثقة والوقت
إذا ما أُتيحت له فرصة اختيار لاعبيه بنفسه، بدعم فني وإداري حقيقي، فإن شوقي غريب قادر على الذهاب بالمريخ بعيدًا في البطولات القارية. مدرب يُخطط، لا يُقامر.. يُحلل، لا يكتفي بردود الأفعال.
محسن سيد.. العنصر التكميلي المثالي
بعيدًا عن الأضواء، يؤدي محسن سيد دورًا مهمًا في الجهاز الفني، بخبرته وعنفوانه الفني، وهو عنصر لا غنى عنه في أي منظومة ناجحة، حتى لو لم تُذكر تفاصيل إسهاماته علنًا.
شكر ووفاء.. من القلب
يتقدّم الموقع بالتحية لجماهير المريخ، وخاصة من تكبّدوا عناء السفر لمساندة الفريق في أصعب لحظاته، كما يُسجَّل شكر خاص للرئيس الأسبق حازم مصطفى، الذي تكفّل بسفر الجماهير، في لفتة تُظهر عمق الوفاء والانتماء.
القمة.. والمريخ جاهز بعقله وروحه
مباراة القمة المنتظرة لن تكون مجرد مواجهة، بل اختبار جديد لقدرة الفريق على الصمود والتطور. مباراة لا تعترف بالأسماء بقدر ما تعترف بالتحضير، والوقفة الجماعية، والإيمان بالمشروع.
المريخ عاد.. بهدوء شوقي غريب، وبصلابة محسن سيد، وبعشق جمهور لا يخفت.