✍️ كمال سعد
في زمن يتبدّل فيه كل شيء بسرعة، ويبقى الوفاء عملة نادرة، يظل اسم “أمام محمدين” محفورًا في وجدان جماهير الكرة المصرية، ليس فقط كأحد أبرز الكشافين ومديري التعاقدات في تاريخ الكرة، بل كـ”ذاكرة حيّة” لعِشرة السنين الحلوة.
إمام محمدين العين التي لا تخطئ
حين يُذكر “أمام محمدين”، يتبادر إلى الأذهان فورًا ذاك الرجل الذي رأى في أقدام الناشئين ذهبًا، بينما تجاهلهم آخرون.
هو من قدّم لمصر نجومًا كان يمكن أن تُهدر مواهبهم في زوايا النسيان، لولا عينه الفاحصة، وحُكمه الصادق، وجرأته في اتخاذ القرار.
إنه ببساطة: العارف ببواطن الكرة، لا ظواهرها.
جيل وراء جيل.. والبصمة واحدة
سواء في إنبي، أو الاتحاد السكندري، أو حتى داخل منظومة المنتخبات، كان “أمام” رجل كواليس لكنه صاحب تأثير في مقدمة المشهد.
هو من رأى في محمد صلاح شابًا مشروع نجم،
وهو من تبنّى مواهب بحجم أحمد رفعت، محمود كهربا، صلاح محسن، محمد شريف، وغيرهم..
كل هؤلاء وغيرهم كانوا “بصمة أمام محمدين” الواضحة على دفتر الكرة المصرية.
العِشرة ما تتهزش
“عِشرة السنين الحلوة” ليست مجرد وصف لعلاقة كشاف بلاعبين، بل وصفٌ دقيق لمسيرة بدأت بالشغف وانتهت بالتاريخ.
في زمن تتبدل فيه الولاءات، ظل أمام محمدين وفيًا لمبدأه:
“أنا مع الموهبة.. أينما وُجدت، سأدفع بها إلى الضوء”
وهذا المبدأ وحده كفيل أن يجعله من القلة الذين يُذكرون بالخير حتى بعد ابتعادهم.
الختام.. كلمة حق
لا تُقاس قيمة الرجال بعدد الصور، ولا بحجم التصريحات، بل بما زرعوه من أثر.
وأمام محمدين.. رجل لم يكن ضجيجًا في يوم، لكنه كان دائمًا صوت الموهبة وهمس النصيحة.
شكرًا أمام محمدين،
على كل لحظة صنعت فيها نجمًا، أو فتحت فيها بابًا، أو أغلقت فيها باب النسيان أمام موهبة كادت أن تُهدر.