في لحظة تاريخية تتزامن مع ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، تثبت مصر من جديد أنها قبلة العالم وصوت العقل والحكمة.. تلك الدولة التي لا تعرف المستحيل، والتي صنعت المجد في ميادين القتال عام 1973، تواصل اليوم صناعة السلام على أرض شرم الشيخ، مدينة السلام التي احتضنت مفاوضات وقف الحرب على غزة، لتؤكد للعالم أن مصر لا تحمل إلا راية الإنسانية والعدل.
مصر التي تتبنى القضية الفلسطينية منذ حرب 1948 وحتى يومنا هذا، لم تتخلَّ يومًا عن دورها، ولم تساوم على حق الشعب الفلسطيني في أرضه وحريته..بفضل القيادة السياسية وأجهزة الدولة، تصدت مصر لكل المخططات التي كانت تستهدف تصفية القضية أو تزييف وعي الأمة، وتمكنت بحكمتها وإصرارها من الوصول إلى اتفاق يوقف نزيف الدماء ويعيد الأمل لشعب أنهكته الحرب.
لم يكن غريبًا أن تكون مصر هي المحطة التي يقصدها العالم في لحظات الأزمات، فهي دائمًا الدولة التي تملك القدرة على جمع المختلفين حول طاولة واحدة، وتضع بصمتها في صناعة الاستقرار بالمنطقة.
وفي هذه الذكرى الخالدة، يجب أن نوجه التحية والتقدير لـ الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أثبت بحكمته وحنكته أنه رجل الدولة العالمي الأول، لم يتنازل عن الثوابت الوطنية ولا عن الحق الفلسطيني، وقالها منذ اليوم الأول بوضوح:
“لا لتصفية القضية الفلسطينية.. ولا للتهجير.”
موقف تاريخي سيبقى في ذاكرة الأمة، لأن مصر لا تبحث عن مكاسب، بل عن سلام عادل وشامل يعيد الحقوق لأصحابها ويصون كرامة الإنسان العربي.
إنها مصر العظيمة التي انتصرت بالأمس في حرب أكتوبر، وتنتصر اليوم من أجل الإنسان والسلام.
فكما كانت جبهة القتال بالأمس عنوانًا للعزة، أصبحت اليوم منصة المفاوضات عنوانًا للكرامة والسيادة.
تحيا مصر دائمًا.. صوتًا للعقل، وضميرًا للأمة.