كشفت المحنة المرضية التي يمر بها “المعلم” حسن شحاتة، المدير الفني التاريخي الأسبق لمنتخب مصر عن حالة الحب غير العادية التي يتمع بها بين جموع الرياضيين والجماهير المصرية على اختلاف انتماءاتها، حيث تسابق الكثيرين على المستوين الرسمي والشعبي بزيارته في المستشفى الذي يُعالج فيه والاطمئنان على حالته الصحية، وخصوصا أنه أحد صنّاع السعادة للمصريين خلال واحدة من أهم الحقب الزمنية في تاريخ الكرة المصرية .
جاءت الأزمة الصحية التي نالت من المعلم، نتيجة الارتفاع الحاد في نسبة الصفراء، والتي امتدت إلى المرارة، الأمر الذي استدعى التدخل الجراحي بشكل سريع لتركيب دعامة .
أتمنى الشفاء التام والسريع بإذن الله للكابتن حسن شحاتة، أيقونة التدريب المصري الذي ساهم في رسم الابتسامة على وجوه ملايين المصريين، وخاصة بعدما قاد نجوم المنتخب لعزف أروع سيمفونية وإسعادهم طوال ست سنوات في الفترة من 2006، مرورا بـ 2008، وانتهاء بـ 2010 ، حين اعتلت مصر عرش أفريقيا عن جدارة واستحقاق، وفاز منتخبها على أعتي منتخبات القارة السمراء، وقد وضح خلال تلك الفترة أن منتخب “الساجدين” كان بينه وبين المعلم “قائد السفينة” آنذاك “كيميا” خاصة أثمرت نتيجتها عن تحسن ترتيب منتخب مصر عالميا، بعدما جاء في المركز الـ 9 عالميا في تصنيف الإتحاد الدولي لكرة القدم ” FIFA”، وهو الإنجاز الذي لم يتكرر حتى هذه اللحظة ولن يتكرر بسهولة مستقبلا، إلا إذا خلصت النوايا ووضع الجميع إسم مصر نصب أعينهم وكانوا على قلب رجل واحد .
“المعلم” حسن شحاتة تجمعني به ذكريات جميلة، وخصوصا أنني عشت معه ومع الجيل الرائع من اللاعبين الذي كان يقودهم وتربطني بالعديد منهم صداقات ممتدة حتى الآن، لحظات السعادة والانتصار والتتويج بكأس الأمم الإفريقية التي أقيمت في غانا عام 2008، على حساب الكاميرون في المباراة النهائية للبطولة بهدف أبو تريكة الشهير، وكنت قريبا جدا منه، طوال فترة البطولة وحريص على حضور التدريبات بصفة مستمرة، كما أنني كنت قريبا من باقي اعضاء الجهاز الفني والإداري ممثلا في، شوقي غريب، وحمادة صدقي، وأحمد سليمان، وكمال عبد الواحد، وكنت أشاهد حالة الحب والانسجام التي تجمع بين المعلم ونجوم المنتخب تحت إشراف، كابتن سمير زاهر رئيس مجلس إدارة اتحاد الكرة الراحل .
بقي أن أشير إلى أن الجيل الذهبي كان يضم مجموعة من أبرز لاعبي الكرة المصرية في تلك الفترة مثل، محمد أبو تريكة، وعماد متعب، ومحمد زيدان، وأحمد حسن، وعمرو زكي، وحسني عبد ربه، ومحمد شوقي، ووائل جمعة، وهاني سعيد، وشادي محمد، وأحمد فتحي، وأحمد المحمدي، وإبراهيم سعيد ، ومحمود فتح الله، وسيد معوض، وعبد الظاهر السقا، وعصام الحضري، وغيرهم.
لذلك لم يكن غريبا أن يتوافد على زيارة المعلم العديد من الشخصيات العامة ورموز الكرة المصرية على مر العصور، يتقدمهم د. خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان بتكليف من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والكابتن محمود الخطيب رئيس مجلس إدارة النادي الأهلي، ومحمود أبو رجيلة، وفارق جعفر، ومجدي عبد الغني، وغيرهم، من نجوم كرة القدم، كما زاره د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة .
أعتقد أنه بعد كل هذا الحب الجارف الذي شاهدناه ولمسناه جميعا ويحظى به المعلم وظهر جليا في محنته المرضية التي نتمناها أن تنتهي سريعا بإذن الله ويعود أفضل مما كان، أتمنى أيضا أن يعود الوئام بين جماهير القطبين الكبيرين الأهلي الزمالك الذين وحدهم حسن شحاتة وأن تختفي نبرة التعصب وحالة الاحتقان والتلاسن فيما بينهما والمستمرة منذ فترة ليست بالقليلة والاقتداء برموز القطبين الذين جمعهم المعلم على حبه ..”مش كده وإلا إيه” . ؟