✍️ محمد الشريف
في ظل تنفيذ سياسة انتقالات تحمل توقيع إدارة النادي المصري البورسعيدي برئاسة كامل أبو علي، تبدو صورة ملف الصفقات الأجنبية في النادي المصري ضبابية ومخيّبة لآمال الجمهور. من مبادرات تبدو واعدة إلى نتائج عملية أقل من المتوقع، صار الجمهور يرفع صوت النقد مطالبًا بمراجعة عاجلة لمسؤولية ملف الصفقات وتقديم تفسير واضح عن المعايير المتبعة في التعاقدات.
بداية مقلقة.. صفقات لم تُعطَ نتائجها
منذ استلام كامل أبو علي مقاليد الأمور وتفويض ملف الصفقات لمحمد موسى، مرّت على الجمهور أسماء كثيرة لم تحقق الإضافة المنتظرة. البعض أتى بجاهزية متواضعة أو احتاج لعملية “تأهيل” طويلة داخل النادي، وكثيرون شعروا أن ثمن التجربة على الملعب أصبح على حساب طموحات الفريق.
أمثلة تُثير الأسئلة
الجمهور استرجع مصطلحات وتجارب عدة: اللاعبين الذين كانوا يُنتظر منهم حمل العبء الهجومي أو سد ثغرات الفريق، لكن تكرر سيناريو عدم الانسجام أو الغياب الفني. أسماء تم التعاقد معها ثم لم تدخل بصورة منتظمة في قوائم المباريات، أو ظهرت بمستويات بعيدة عن الطموح، ما أعاد طرح سؤال مهم: ما هي معايير الاختيار وهل تُطبّق بعناية أم بتسرّع؟
حالة الجزئيات: من التجهيز إلى الإهمال
المتتبع لصفقات الفريق يلاحظ حالات متباينة: لاعبون يحتاجون إلى إعادة تأهيل بدني وفني — وهذا مشروع إذا كان منصوصًا عليه وواضحًا — لكن أن يتحول النادي إلى ورشة تدريب للاعبين على حساب مركزه التنافسي فهذا إهدار للوقت والمال. الجمهور تساءل عن توقيتات التعاقدات، الفحوصات الطبية التي تسبق التعاقد، وخطط دمج اللاعبين في فلسفة الفريق.
أين التصحيح؟ مطالبة بآلية تقييم واضحة
لا يُعد النقد هجومًا على إدارة تحمّلت الكثير، ولكن عندما تتكرر الصفقات ذات النتائج الضعيفة، تصبح المطالبة بمنهجية للتعاقدات أمراً ضرورياً. المطلوب الآن:
- تقرير واضح من إدارة ملف الصفقات يشرح معايير اختيار الأجانب.
- كشف لدرجات الجاهزية الطبية والفنية قبل التعاقد.
- خطة دمج واضحة لكل صفقة جديدة (مدة، أهداف قصيرة وطويلة المدى).
- تقييم أداء دوري مع نتائج معلنة للجمهور لتفادي التكرار.
صوت الجماهير.. حق النقد مسموح
الجمهور منح كامل أبو علي وقتًا واحترامًا لجهوده في إدارة الأزمات، لكن الثقة لا تُمنح بلا شروط. مطالبة أن يُلقى نظرة فاحصة على عمل محمد موسى في الملف ليست تجنياً بقدر ما هي دعوة للمساءلة وتحسين النتائج. الجمهور يريد رؤية فريق يقاتل على البطولات وصفقات تُحدث فارقًا حقيقيًا — لا صفقات للتجربة فقط.
خاتمة:
إصلاح الملف ضرورة لا رفاهية
إذا كان للماضي مزايا، فهي دروس يجب أن تُستغل. إصلاح ملف الصفقات الأجنبية لا يعني تعطيل السوق أو فقدان الطموح، بل يعني بناء سياسة انتقالات ذكية تحترم موارد النادي وتحقق مكاسب فنية واقتصادية. الجمهور يطالب بالشفافية والنتائج — وإذا كانت هناك نية حقيقية للتصحيح، فالمجتمع الكروي سيكون أوّل الداعمين.