✍️ أحمد سمير
من المدهش أنك حين تفتح نقاشًا عن تشابي ألونسو في ريال مدريد، تجد فئة من الجمهور تصرّ على أنه “مدرب عادي” أو “ما يستحق كل الضجة”، رغم أنه في أول 15 مباراة له مع الفريق الملكي، حقق 13 انتصارًا مقابل هزيمتين فقط.
لكن نفس الفئة تصمت تمامًا حين تراجع بدايات لويس إنريكي مع باريس سان جيرمان الموسم الماضي (23/24)، وهو يملك تشكيلة يمكن أن توصف بأنها “أغلى وأعمق في أوروبا” تضم مبابي، ديمبلي، فيتينا، فابيان رويز، زئيري إيمري، حكيمي، ومينديش.
أرقام إنريكي:
في أول 15 مباراة له مع باريس موسم 23/24، كانت الحصيلة:
3 تعادلات – 3 هزائم – 9 انتصارات.
وخلال نفس الفترة تقريبًا في الموسم الذي توّج فيه باريس بلقب دوري الأبطال، خاض الفريق 14 مباراة بين أواخر سبتمبر ونهاية ديسمبر:
6 انتصارات – 5 تعادلات – 3 هزائم.
أي أننا نتحدث عن منظومة كانت متكاملة، في فورمة بدنية وفنية عالية، ومع ذلك لم تظهر بالشكل الخارق الذي يتغنى به البعض اليوم.
أما تشابي ألونسو، فهو في أول اختبار حقيقي له مع ريال مدريد، ومع خط وسط لا يُعد ضمن أفضل عشرة في أوروبا، حقق أرقامًا مذهلة، واستطاع أن يفرض شخصية تكتيكية واضحة منذ البداية، دون ضجيج أو “هالة” إعلامية تبرر أي تعثر.
لكن رغم ذلك، هناك من قرر مسبقًا أن ألونسو “مش قدها”، وكأن المدرب لا يُمنح موسمًا كاملًا ليُقيَّم، بل يُحكم عليه من الانطباع الأول فقط.
الخلاصة:
الفكرة ليست في إنريكي أو ألونسو، ولا في الأرقام بقدر ما هي في ازدواجية المعايير.
أن تحكم على مدرب بالفشل لمجرد أنه لم يُعجبك شكله أو تاريخه، بينما تتغاضى عن إخفاقات مدرب آخر فقط لأنه “اسم كبير”، فهذا ما يصنع النقاشات الوهمية في كرة القدم الحديثة.
في النهاية.. كرة القدم لا تُدار بالعواطف ولا بالأسماء، بل بالنتائج، وبمن يقدر أن يصنع مشروعًا حقيقيًا، خطوة بخطوة.










