على الرغم من انتهاء دورة العين الودية الدولية مؤخرا بالإمارات وحصول منتخبنا على المركز الثالث فيها بعد تغلبه على كاب فيردي بركلات الجزاء الترجيحية إلا أن حسام حسن المدير الفني لمنتخب مصر الذي أكن له كل الاحترام والتقدير لا يزال يغرد بعيدا عن المنطق والواقعية والعقلانية ويهاجم كل من يحاول انتقاد طريقة قيادته للمنتخب الوطني الذي يمثل جميع المصريين .
لم أفهم لماذا كل هذا الهجوم ..المصريون يريدون أن يروا منتخبهم أفضل منتخب في العالم، فليس كل من ينتقد حسام هو ضده أو ضد بلده، وهي بالطبع بلدنا جميعا، لأننا نبحث عن الوصول للأفضل دائما .
وليس من المعقول أن تخسر مصر الـ “32” عالميا من أوزبكستان الـ”55″ عالميا 2 / 0 ، ثم تفوز بصعوبة بركلات الجزاء الترجيحيةعلى” كاب فيردي” المصنف الـ 71 عالميا في تصنيف الـ FIFA، حتى لو كان في مباراة ودية، وينتظر حسام حسن أن يصفق له الجميع على هذا الأداء المخيب للآمال ؟!
الحقيقة أن هناك أخطاء بالجملة، في طريقة اللعب التي لم يتقنها اللاعبين حتى الآن، أو يستقر عليها المدير الفني، سواء كانت 3/ 5 / 2 أو 4 /3 / 2/ 1 ، أو 4 /3 / 3، بالإضافة إلى أن هناك أخطاء في التشكيل، وأخطاء في كيفية التعامل مع اللاعبين المنضمين للمنتخب، وبالتالي كان من المنطقي، بل والطبيعي أن يتم لفت نظر “العميد” لكل هذا، ليس بدافع الانتقام منه ولكن من أجل تصحيحه المسار، وخاصة أننا مقبلين على معترك غاية في الأهمية بعد شهر من الآن تقريبا، وهو كأس الأمم الإفريقية بالمغرب والتي تقام في الفترة من 21 ديسمبر وحتى 18يناير 2026 القادم .
يا كابتن حسام.. لا يوجد مصري واحد لا يحب منتخب بلاده أو يتمنى أن يراه في أحسن صورة، ولكن ما حدث من أخطاء وقعت فيها أنت شخصيا أثناء الدورة الدولية الودية جعلنا ندق ناقوس الخطر ونؤكد لك على أن اللعب في هذه البطولة الكبرى لن يكون نزهة، وخاصة أن منتخب مصر وقع في المجموعة الثانية التي تضم إلى جانبه منتخبات، زيمبابوي، وجنوب إفريقيا، وأنجولا، وبالتالي مواجهتهم ستختلف كليا عن مواجهات الدورة الودية الأخيرة .
صحيح أننا نعلم بأنك “تجرب، وتغير”، وتحاول الاستقرار على طريقة لعب مناسبة للاعبي المنتخب، إلا أن الواقع يؤكد على عدم ظهور بصمات لك حتى الآن على أداء المنتخب، رغم نجاح مصر تحت قيادتك في الصعود إلى نهائيات كأس العالم 2026 وقبلها كأس الأمم الإفريقية، وإن كان ما حدث يُعد أمرا طبيعيا لمنتخب مصر، حيث لم يكن المشوار في التصفيات مرهقا له منذ البداية، في ظل سهولة المنافسة في التصفيات الإفريقية “لأمم أفريقيا، وكأس العالم” .
لذلك نصيحتي يا “عميد”، باعتباري أحد الذين أحبوك على المستوى الشخصي عندما كنت لاعبا، أسطورة بمعنى الكلمة، عليك تقبل النقد بصدر رحب ولا تقلل من منتقدي أداء المنتخب، لأنه بالفعل لم يرق حتى الآن لما نتمناه، بل أن الأداء في الدورة الودية جعلنا نشعر بالقلق جميعا على مستقبل المنتخب تحت قيادتك .
مبرراتك غير مقبولة، خصوصا أن الإصابات القدرية التي غيبت بعض العناصر الأساسية عن الفريق شيء طبيعي ومتوقع في أي لحظة، وبالتالي لا يعني هذا أن تتوقف مسيرة المنتخب، أين دورك أنت كمدير فني في مواجهتها ووضع الحلول لها وإعداد وتجهيز البدائل .؟
الأمر الآخر، ليس من المقبول أن تقلل من شأن لاعبي المنتخب، ولكن الطبيعي هو العكس، حيث يجب عليك الأخذ بأيدي الجميع والشد من أزرهم وليس إحباطهم كما حدث مع أكثر من لاعب، سواء مصطفى محمد الذي وصفته بشكل غير مباشر أنه “ربع محترف”، حتى لو كان اللاعب نفسه قد تراجع مستواه بشكل غريب وخرج عن النص في إحدى المرات، أو إمام عاشور الذي “ركبت رأسك” ورفضت تضمه وهو في أوج تألقه مع ناديه الأهلي إلا بعد أن يعتذر لك، والآن بدأت تعرف قيمته الفنية وغيابه المؤثر عن صفوف المنتخب .
الجميع ينتظر منك الكثير يا “عميد”، وإعادة مصر إلى منصات التتويج القارية مرة أخرى بعد غياب 15 عاما ..فإما أن تكون أهلا للمسؤولية أو لا تكون .
أخيرا ..الحق يُقال، ومصر كلها تعلم أن كأس الأمم الإفريقية هي الاختبار الحقيقي لك، فلو نجحت أو على الأقل صعدت لنهائي البطولة ستكمل المسيرة، حتى أمريكا، أما لو خرجت مصر من الدور الأول للبطولة لا قدر الله فثق تماما أن اتحاد الكرة سيطيح بك هذه المرة بقوة الشارع الكروي والإعلام الرياضي، اللذان أتيا بك إلى هذا المكان بعدما سانداك لتكون على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني .
لذلك أوجه لك النصيحة الأخيرة، عليك بذل قصارى جهدك والتركيز في عملك فقط مع منتخب مصر وابتعد عن السوشيال ميديا وعن الضغوط نهائيا إذا كنت تريد النجاح، وضَعْ خطة عمل واضحة الملامح، وعالج أخطاء لاعبيك جيدا وخصوصا المدافعين، واختار اللاعبين المناسبين للبطولة القارية..إذا فعلت كل هذا، فمن المؤكد وأقولها لك بالفم المليان ستستمر وستقود مصر في مونديال أمريكا وكندا والمكسيك .










