لم يكن طريق التتويج بلقب كأس العرب مفروشًا بالورود أمام المنتخب المغربي، بل جاء مليئًا بالعقبات والضربات القاسية التي كان من شأنها إسقاط أي منتخب آخر، لولا الحضور الذهني والفني القوي للمدرب طارق السكتيوي، الذي قاد المجموعة بثبات حتى اعتلاء منصة التتويج عن جدارة واستحقاق.
ضربات موجعة قبل وأثناء البطولة
دخل المنتخب المنافسات وهو يعاني من سلسلة غيابات مؤثرة، بدأت قبل انطلاق البطولة بإصابة الجناح أشرف بن شرقي، والمهاجم حمزة الهنوري، والجناح يوسف مهري، دون إمكانية تعويضهم بسبب ضيق الوقت، ما وضع الجهاز الفني في اختبار مبكر.
وتواصلت المتاعب خلال مشوار البطولة، بعدما تعرض المهاجم عبد الرزاق حمدالله للطرد، ليغيب عن مباراتين حاسمتين، قبل أن يتلقى المنتخب ضربة جديدة بإصابة طارق تيسودالي في الدقائق الأولى أمام منتخب سوريا، وخروجه المبكر ثم غيابه عن مباراتين مصيريتين، لتتواصل سلسلة الغيابات في أصعب اللحظات.
إصابات حتى النهائي.. والمنتخب صامد
ولم تتوقف المعاناة عند هذا الحد، إذ تلقى المنتخب ضربة قاسية جديدة في المباراة النهائية أمام منتخب الأردن، بإصابة المهاجم كريم البركاوي في الدقائق الأولى وخروجه المبكر، في سيناريو كان كافيًا لبعثرة أوراق أي جهاز فني وإرباك حساباته.
قيادة هادئة وشخصية بطل
ورغم كل هذه الظروف المعقدة، نجح طارق السكتيوي في إدارة المباريات بواقعية وهدوء، وأجاد قراءة المنافسين والتعامل مع تفاصيل كل مواجهة، ليقود المنتخب لعبور محطة تلو الأخرى بثبات وثقة، معتمدًا على الحلول المتاحة والروح القتالية للاعبين.
التتويج بلقب كأس العرب لم يكن وليد الصدفة، بل نتاج عمل فني منظم، وشخصية مدرب واجه العاصفة دون ضجيج، وحافظ على توازن فريقه حتى اللحظة الأخيرة.
لقب يُحسب للمدرب قبل الجميع
يبقى إنجاز كأس العرب علامة فارقة في مسيرة طارق السكتيوي التدريبية، ورسالة واضحة بأن البطولات الكبرى تُحسم من دكة البدلاء بقدر ما تُحسم داخل الملعب. لقب جاء في توقيت صعب، وبظروف استثنائية، ليؤكد أن المنتخب توّج لأنه امتلك مدربًا يعرف كيف يصنع الفارق حين تشتد الأزمات.













