يشهد الإعلام الرياضي المصري حالة من العبث الواضح، في ظل إهدار ساعات طويلة من البث والنقاش على كرة متأخرة سنوات ضوئية عن التطور العالمي، بينما يحصل البعض على أموال ونجومية لا تتناسب مع أي معايير مهنية حقيقية.
ويُعد الإعلامي مهيب عبد الهادي نموذجًا صارخًا لهذه الحالة المثيرة للجدل؛ إذ بدأ كمشجع عادي مرتبط بنادٍ صغير، وكان – بحسب روايات متداولة – يدفع مبالغ زهيدة للظهور عبر كاميرا القناة الثالثة داخل الملاعب من أجل توقع نتائج مباريات الزمالك، قبل أن تتحول هذه البدايات البسيطة إلى قفزة غير مفهومة نحو تقديم البرامج على شاشات كبرى مثل MBC.
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: كيف يحدث ذلك؟
كيف يتصدر المشهد الإعلامي من لم يقدّم إضافة حقيقية أو رؤية تحليلية عميقة، بينما يتم تهميش أصحاب الفكر والخبرة والرؤى الذين كان من الممكن أن يسهموا في تطوير الكرة المصرية بشكل علمي ومدروس؟
المفارقة المؤلمة أن هناك أسماء وخبرات حقيقية جرى “الدهس عليها”، في مقابل صناعة نجومية سريعة، فيما أصبحت الساحة مليئة بـ“الاستجداء الإعلامي” وغياب العدالة المهنية، دون محاسبة أو ضوابط واضحة.
ويرى متابعون أن الأموال التي تُهدر على هذا الشكل من الإعلام كان الأجدر أن تُوجَّه نحو تأهيل المدربين علميًا، وبناء منظومة احترافية حقيقية كما تفعل الدول المجاورة، بدلًا من استمرار الصورة التي باتت تُقدَّم عن الكرة المصرية باعتبارها مادة للسخرية لا مشروعًا للتطور.
في النهاية، تبقى الأزمة أكبر من أشخاص، لكنها أزمة منظومة كاملة تحتاج إلى إعادة نظر شاملة قبل فوات الأوان .













