تعاني معظم الأندية المصرية منذ سنوات من أزمات إدارية متكررة، يكون سببها الرئيسي غياب الانسجام داخل مجالس الإدارات، وما يتبعه من خلافات وصراعات تؤدي في النهاية إلى تعطيل العمل، وإهدار الوقت، والتأثير السلبي على الفرق الرياضية، خاصة فرق كرة القدم التي تظل دائمًا تحت أنظار الجماهير والإعلام.
وعلى الجانب الآخر، يظل الاستقرار الإداري هو كلمة السر في نجاح أي نادٍ، لأنه يخلق بيئة صحية للعمل، ويمنح الفرصة للتخطيط طويل المدى بعيدًا عن الأهواء الشخصية والمصالح الضيقة.
ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن ما شهده نادي الاتحاد السكندري خلال الساعات الماضية يُعد نموذجًا مشرفًا للعملية الانتخابية، ورسالة طمأنة لجماهير «زعيم الثغر».

نجاح قائمة محمد أحمد سلامة في انتخابات نادي الاتحاد السكندري لا يُعد مجرد فوز انتخابي، بل يمثل مكسبًا حقيقيًا للكيان، لما تحمله هذه القائمة من مزيج متوازن بين الشباب الواعد والخبرة الإدارية..و محمد سلامة، بما عُرف عنه من هدوء ورقي وأخلاق، يعكس صورة الرئيس القادر على لمّ الشمل، وإدارة الخلافات بحكمة، وهو ما يحتاجه الاتحاد في هذه المرحلة الدقيقة.
ويضم مجلس إدارة نادي الاتحاد السكندري الجديد أسماءً تجمع بين الكفاءة والخبرة والطموح، حيث يتولى محمد أحمد سلامة رئاسة النادي، ويعاونه إبراهيم شعبان نائبًا لرئيس مجلس الإدارة، وحازم الرجال أمينًا للصندوق. كما يضم المجلس في عضويته فوق السن كلًا من: ياسر عبد الله، أحمد رأفت، محمد خميس، محمد الحلو، السيد فيصل، إسماعيل محمد، هشام التركي، فيما يمثل فئة تحت السن كل من سامي بطينة ومحمد رمضان، في توليفة تعكس تنوعًا فكريًا وإداريًا يصب في مصلحة الكيان الاتحادي.
كما أن وجود أسماء لها ثقلها وخبرتها داخل المجلس الجديد، مثل محمد خميس وهشام التركي، يمنح الإدارة قوة وخلفية مهمة في التعامل مع الملفات الشائكة، سواء على مستوى فريق الكرة، أو الألعاب الجماعية، أو حتى الملف المالي والاستثماري، الذي يمثل عصب الاستقرار لأي نادٍ جماهيري.

جماهير الاتحاد السكندري، التي عانت كثيرًا من التقلبات وعدم الاستقرار خلال فترات سابقة، تتطلع الآن إلى مرحلة جديدة عنوانها العمل الجاد والقرارات المدروسة، بعيدًا عن الصراعات الداخلية. فالاتحاد نادٍ كبير بتاريخ عريق وقاعدة جماهيرية لا تقبل إلا بالمنافسة والوجود الدائم بين الكبار.

المرحلة المقبلة تفرض على مجلس الإدارة الجديد مسؤوليات كبيرة، أهمها توحيد الصف، وبناء جسور الثقة مع الجماهير، ودعم الأجهزة الفنية، ووضع رؤية واضحة للمستقبل، لأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بنتيجة انتخابات، بل بما يتحقق على أرض الواقع من إنجازات واستقرار.
وفي النهاية، يبقى نجاح قائمة محمد سلامة خطوة مهمة في الطريق الصحيح، وبداية حقيقية لمرحلة جديدة داخل نادي الاتحاد السكندري، مرحلة نأمل جميعًا أن تُعيد لزعيم الثغر بريقه، وتضعه في المكانة التي يستحقها بين كبار الأندية المصرية..وللحديث بقية إن كان في العمر بقية .











