تقرير يكتبه – كمال سعد
يمر نادي الزمالك بواحدة من أصعب الفترات في تاريخه الحديث، في ظل أزمات مالية وإدارية متراكمة أثرت بشكل مباشر على استقرار فريق الكرة ونتائجه داخل الملعب. وتجمع غالبية جماهير القلعة البيضاء على أن جذور الأزمة باتت واضحة، ولم تعد تحتمل التأجيل أو المسكنات.
أسباب الأزمة بالأرقام
تعاني خزينة الزمالك من ديون تقترب من 700 مليون جنيه، تتوزع بين قضايا منظورة في فيفا، ومستحقات لاعبين سابقين وحاليين، بالإضافة إلى التزامات مالية لأندية أخرى. هذه الديون تسببت في حالة من عدم الاستقرار داخل فريق الكرة، مع وجود تهديدات حقيقية بفسخ تعاقدات لاعبين مؤثرين.
ماذا يجب على مجلس الإدارة أن يفعل؟
أولًا: تحديد الأولويات بوضوح
الخطوة الأهم هي سداد القضايا الأخطر في فيفا بشكل عاجل، لتجنب خصم النقاط أو التعرض لإيقاف قيد جديد، وهي عقوبات قد تدمر ما تبقى من استقرار الفريق.
وفي الوقت نفسه، يجب جدولة باقي الديون من خلال اتفاقات رسمية وموثقة تحفظ حقوق النادي وتمنحه متنفسًا ماليًا.
ثانيًا: بيع لاعبين بشكل مدروس
بيع اللاعبين في التوقيت الحالي ليس ضعفًا، بل أصبح ضرورة لحماية النادي.
ينبغي الاستغناء عن اللاعبين غير المؤثرين أو أصحاب الرواتب المرتفعة، مع الحفاظ على الهيكل الأساسي للفريق وعدم التفريط العشوائي.
ثالثًا: الحفاظ على القوام الأساسي
أي لاعب يمثل عنصرًا أساسيًا في الفريق يجب تأمين مستحقاته فورًا، حتى لا يدخل النادي في دوامة فسخ تعاقدات جديدة تزيد من الأزمات.
في هذه المرحلة، الاستقرار أهم من المنافسة على البطولات.
رابعًا: مدرب وطني وقطاع ناشئين
الاعتماد على مدرب وطني بتكلفة أقل ووعي كامل بظروف النادي قد يكون الحل الأنسب حاليًا.
كما أن تصعيد عناصر من قطاع الناشئين يسهم في سد العجز داخل الفريق وتقليل المصروفات، مع الحفاظ على هوية الزمالك.
خامسًا: الشفافية مع الجماهير
جماهير الزمالك لا تطلب معجزات، لكنها تحتاج إلى الصدق
بيان رسمي واضح بالأرقام، يشرح حجم الديون وخطة الحل وجدولها الزمني، سيكون كفيلًا بإعادة الثقة، فالجمهور يدعم عندما يشعر أن هناك رؤية حقيقية.
سادسًا: فصل ملف الكرة عن الصراعات الإدارية
يجب أن يعمل فريق الكرة في هدوء تام، بعيدًا عن أي صراعات إدارية أو تصفية حسابات، لأن اللاعب هو أول من يدفع ثمن هذه الخلافات.
الخلاصة
الزمالك لا يحتاج إلى وعود أو شعارات، بل إلى إدارة أزمات حقيقية، وقرارات صعبة تُتخذ الآن قبل الغد.
النادي قادر على تجاوز محنته إذا توفرت الشجاعة في القرار والصدق في الطرح.
الزمالك كبير بجمهوره ..والجمهور مستعد يتحمل، طالما يرى طريقًا واضحًا للمستقبل.













